ملخص مجلس ليلة ثالث محرم 1439هـ – الخطيب الشيخ حامد عاشور
مفردات كربلائية – النواويس
نتناول في هذه السلسلة مفردة هي معروفة عند الكثير لكثرة سماعها ألا وهي لفظة النواويس.
أصل لفظ النواويس أجنبي وليس بعربي (أصل المفردة يوناني).
كيف للحسين البليغ (ع) أن يأتي بلفظة غربية ؟!
بلى يمكن كالقرآن الكريم، فهناك مفردات أتى بها القرآن الكريم وهي ليست بعربية لأن المسميات لا تترجم.
فإذا كان اسمك محمد مثلاً وأرادوا أن يسمونك بلغة أخرى فلا يترجمون اسمك بلغتهم بل يأتون بنفس الاسم.
أصل المفردة من (نواس أو ناوس).
والمقصود منها الصخرة التي تغطي الشق (نحن نسميه الفرش).
سميت لتلك المنطقة بهذا المسمى لشهرتها في هذه الصخور المنحوتة فكانت هناك مقبرة وهي مقبرة للنصارى وقد أطلق على جزء منها ويراد به الكل، كذلك يطلق على الكل ويراد به الجزء.
فمثلاً: عتق الرقبة (الرقبة من جزء الإنسان) يطلق الجزء ويريد الكل!
كل هذه المنطقة تسمى بالنواويس : ذات بساتين وخضرة وقد استوطنها النصارى قبل مئات السنين من حادثة كربلاء.
أين تقع النواويس؟!
نحن لا نعلم بها جيداً لأننا لا نعرف الفرق بين المسمى القديم والمسمى الحالي.
في يومنا تطلق بـ ناحية الحر.
النواويس هي عين المنطقة التي دفن فيها الحر وقد هجرها النصارى.
تلك البساتين استوطنها آل الرياحيين وقد دفن الحر فيها !
النواويس استعملها الحسين (ع) في خطبة من خطبه حينما أراد الخروج من مكة.
هنا سؤال:
الحسين قتل في كربلاء فكيف يقول أن مصرعه (بين النواويس وكربلاء) ؟
وخُيّر لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء”.
قالوا أن المنطقة المحصورة بين النواويس وكربلاء سميت بأكملها كربلاء بعد قتل الإمام الحسين (ع).
والمعنى الآخر هي المنطقة التي أقيمت عليها الحرب (حرب الأعداء ضد الإمام الحسين (ع).
البحث الثالث: جدلية التجديد في مراسيم الحسين (ع)
هذه النقاشات قد انتشرت في السنوات الأخيرة والندوات والأحاديث الجانبية ، فما ندوة أو حديث يخص بعاشوراء إلا وطرح فيه نقاش الأصالة والتجديد في مراسيم شعائر الإمام الحسين (ع).
ما المقصود من لفظ التجديد لغة ؟!
هناك معنيان:
إعادة الشيء بدورية مثل الفصول الأربعة (جد الخريف: يعني تجدد فصل الخريف )إحداث أمر جديد في أمر قائم: فتأتي للبناء مثلا فتحدث فيه شيئا للحفاظ على هيكله (فيقال جددت المأتم، فاذا اقتلعت البناء القديم ووضعت البناء الجديد فيسمى عندئذ تغيير وليس تجديد).
و الشعائر على نحوين:
النحو الأول: الشعائر المنصوصة (قد نص على الشعيرة بذاتها)
النحو الثاني: الشعائر بمعنى الأعم (نص عليها بنحو العموم)
الزيارة شعيرة منصوصة وكذلك المشي شعيرة منصوصة وأيضا الندب والإخبار بما جرى على أهل البيت (ع) هي من الشعائر المنصوصة.
أما إطعام الطعام فهو مستحب وقد وردت روايات كثيرة في استحباب أن يطعم المؤمن أخيه المؤمن، وحينما نضيف الإمام الحسين (ع) إلى الحسين (ع) يصبح الطعام على حب وبركة الحسين (ع) ، وحينئذ هنا تكون الشعيرة بالعنوان الأعم.
للتجديد ثلاثة آراء:
1- التمسك بالأصالة (وعلى هذا الرأي التجديد مرفوض)
2- الإتيان بالجديد.
3- قبول التجديد ولكن وفق الشروط.
أن يقبل التجديد ولكن تحت شروط عدة ونذكر بعضا منها:
1- أن لا يزاحم التجديد أي شعيرة على النحو العام.
2- أن لا يوجب التجديد خلافا لحكم شرعي بل أن بعض الأعلام قال حتى لو كان الحكم الشرعي على نحو الاستحباب.
مثلا: الأعمال الفنية التي انتشرت ببركات الطفرة التكنولوجية (هناك المسرح: إذا كان المسرح فيه إخلال كلمس الرجل المرأة فهذا مخالف للحكم الشرعي، أو كوضع الموسيقى المحرمة).
3- أن يتناسب التجديد المكان والزمان والعرف.
4- أن لا يوجب التجديد إحداث أية سلبية.
5- أن لا يكون التجديد حاجبا لأي فئة في المجتمع (لا بد أن يكون الخطاب الحسيني عاما لجميع الفئات وليس خاصة لفئة معينة دون أخرى).
هنا إشارة مختصرة: اليوم حينما نريد أن نسأل ما هو دورنا كمحبين للحسين ؟!
هناك خطأ كبير (فأنت أيها المحب ليس دورك كمستمع)
هناك طاقات كثيرة (هناك الطبيب والمهندس وهناك الجنائي وأستاذ اللغة الإنجليزية ..الخ)
أفضل دور هو أن نذهب إلى أفضل رواية ذكرت في الإحياء: (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)
علينا أن نفعل كل الطاقات في المجتمع.
ما الذي يمنع الطبيب أن يأتي بدراسة لجراحات الحسين؟
وأين ذلك الجنائي وما الذي يمنعه أن يكتب الإثباتات والإدانات في جريمة قتل الحسين (ع)؟
وما الذي يمنع مدرس اللغة الإنجليزية أن يترجم قضية الحسين ويوصلها إلا العالم؟
كذلك المربي هل هناك شيء يمنعه بأن يكتب لنا قصصاً تربوية للحسين (ع)؟
مأتم أنصار الحسين – البلاد القديم
ليلة الأحد 23/09/2017 – ليلة ثالث محرم 1439هـ
