ملخص مجلس ليلة سابع محرم 1439هـ – الخطيب الشيخ حامد عاشور
مفردات كربلائية – نهر العلقمي
نهر العلقمي ينشق من نهر الفرات.
اختلفوا في منشأ التسمية للنهر المسمى بنهر العلقمي.
هناك رأيان، رأي ليس بمشهور ومعرض عنه، ورأي هو محط النظر عند أكثر المحققين.
الرأي الأول:
قالوا أن العلقمي نسبة للعلقم والعلقم هو أعلى درجات المرارة أو المر.
وكيف يمكن أن يجتمع لفظان ضدان مع بعضهما البعض؟
فالمعروف أن لفظة الفرات تعني شديد العذوبة والعلقم شديد المرة؟!
قالوا بلى وهي من لغات العرب أن تطلق الشيء من جده فلشدة عذوبه تسميه علقما وهذا في مقام المجاز كمن يكون هناك شخصا قويا ويقال عنه أن لا يستطيع أن يرفع صخرة صغيرة !
الرأي الثاني:
قالوا أن العلقمي الذي يشق أرض ووادي كربلاء إنما سمي بالعلقمي نسبة إلى ابن العلقمي.
وهو من صنع مشرعة إلى النهر.
أين يقع هذا النهر؟!
قبل 35 سنة تقريبا دفنت المشرعة ودفن النهر الذي كان بسببه تتصدع البيوت منه.
وما هي المشرعة؟!
المشرعة التي عرفت بنهر العلقمي هي أرض منبسطة بها خضرة ويكثر حولها النخل.
علمنا الآن أن العباس قتل في منطقة النخيل وضريحه اليوم، والمشرعة كانت على مقربة لا تتجاوز الفرسخ!
وهنا سؤالا قد يتبادر في أذهان البعض: ولماذا ذهب العباس عليه السلام إلى حيث النخل ؟!
كان همه أن يصل إلى الخيمة بالماء سالما
وهنا سؤال آخر:
أليس هذا يستدعى أن نؤكد على سؤالا تلح عليه الناس والجماهير، وهو أن نعرف حادثة كربلاء بما هي كانت فعلا.
هناك آراء عدة.
الرأي الأول:
قالوا لا بد أن نحافظ على التراث كله ولا تحذفون لنا امورا قد تربينا على سماعها.
الرأي الثاني:
أن نقرأ فقط ما نقل في الروايات وما جمع عليه أهل التاريخ.
الرأي الثالث:
وهو رأي وسط: ما يقرأ على المنبر أو ما يلقى في قصاء المواكب هو نحوان:
(النص التأريخي والروائي – لسان الحال)، ولسان الحال قد أشرنا إليه وقلنا لا بأس بالإتيان به إذا عرف المستمع أن ما يلقى هو بعنوان لسان الحال.
البحث السابع: مفهوم التجلي وأثره في العبادة
العبادة كما يعبرها أهل المنطق أنها مفهوم مشكك.
العبادة لها مراتب متغيرة ونسب متعددة، فيقال هذا عابد وهذا أكثر عبادة.
نحن نتحدث هنا عن آثار العبادة وكما أن للعبادة آثار فللمعصية آثار أيضا!
قالوا من مراتب آثار العبادة العصمة:
علماء الأخلاق لديهم نظرية، نظريتهم هي أن الناس كلها معصومين!
قالوا كيف تقولون الأنبياء والأئمة معصومين ؟! قال هؤلاء لديهم كمال العصمة.
قال لكن العصمة متفاوتة.
العصمة: جدار بين الإنسان والمعصية
هناك إنسان يكذب، وعندما تقول له اشرب الخمر فهل يشرب ؟! يقول لك لا أشرب هناك حاجزا (هو يأتي بمعصية الكذب لكن لا يشرب الخمر لأن هناك حاجزا أمام شرب الخمر).
هناك جدار حماية ولكن هذا الجدار إما أن يضعف أو يقوى، أما ذلك المعصوم بينه وبين المعصومة جبالا وليس جدرانا.
كيف تكون العصمة من آثار العبادة؟
كلما ارتقى الإنسان في مراتب العبادة كلما حصل له الاستيحاش.
ومن يصل إلى مرتبة الاستيحاش يصل يوما من الأيام إلى مرتبة الحياء.
والحياء يسمى عند علماء التربية بالوازع الديني.
البعض قد تفتح له جميع أبواب المعصية لا سيما لكنه لا يقدم عليها حياءً من الله سبحانه وتعالى !
المرتبة التي بعد مرتبة الحياء هي مرتبة التجلي:
جلاء الروح (أن يتحول النظر البصري إلى النظر البصيري).
قالوا قلبه يبصر كما تبصر عيني أنا !
يرى الله بوضوح كما تراك عيني بوضوح.
عندما تكون جالسا مع أحد فهل تتعرى ؟! تقول لا لأن هناك شخصا أمامي أراه بعيني؟!
ذلك الشخص لا يقدم على أي معصية لأنه يرى الله كما ترى أنت الآخر بعينك.
ومرتبة التجلي لها مراتب أيضا أعلاها النفوذ.
أعلى مراتب البصيرة أن تكون نافذة في كل أمر وفي كل شيء وفي كل وقت (بكل زمان وبكل مكان) وهذه أحد أبرز صفات سيدنا ومولانا العباس بشهادة الإمام الصادق عليه السلام.
وهنا يسألون، لماذا العباس لم يشرب الماء ؟!
قال بعض المحققين: لأن العباس كان يرى شخص المعصوم أمامه (ببصيرة قلبه).
مأتم أنصار الحسين – البلاد القديم
ليلة الخميس 27/09/2017 – ليلة سابع محرم 1439هـ