الخطيب الشيخ حسن العالي

محاضرة ليلة 1 رمضان 1440 – ليلة الثلاثاء 6 مايو 2019

الصوم قوة تربوية ناعمة

 

تغطية صوتية:

 

تغطية مصورة:

 

تغطية مرئية:

 

تغطية مكتوبة:

التشريعات السماوية تختلف في اسلوب الوصول للغاية إلى تهذيب الإنسان و إصلاحه.
هناك قسم من التشريعات نعبر عنه بأنه آلة شاقة للوصول للهدف (الإصلاح) و هناك تشريعات آليات ناعمة. 
ما هي التشريعات الشاقة؟ هي اللي تتطلب كلفة من الانسان مثل الجهاد، الحج في أغلب صوره، وهدفهم ترويض الانسان وهم أساليب شاقة. 
ماذا نقصد بالتشريعات الناعمة؟ هي التشريعات التي تنفذ و تحمل الانسان إلى هدف الإصلاح ولكن عبر اللين وهي تشريع ناعم وهادئ.
من أين أتينا بمصطلح التشريعات الناعمة؟
هو مصطلح استحدثه بعض الغربيين وعرفوا القوة الناعمة التأثير في الآخرين وجذبهم وكسبهم من غير إكراههم أو بعنف، ويطلق على الأفراد و الدول أيضا.
الدين لما كان في الأصل عبارة عن تعاليم روحية وأدلة بُرهانية لذلك تكثر في الدين الاليات الناعمة وكثير من أئمتنا اتخذوا أساليب ناعمة مثل اتخاذ أمير المؤمنين إسلوب الخطب والمواعظ التي جمع ما بقي منها في نهج البلاغة و تحمل اشياء كثيرة.
إسلوب الزهراء عليها السلام بعد رحيل النبي من بكاء وندبة فهي من آليات الناعمة في الوصول للهدف.
و مثل الإمام زين العابدين عليه السلام الذي سلك الدعاء والمناجاة كإسلوب لاصلاح الناس. 
شهر رمضان هو مجمع الآليات الناعمة والهادئة في تغيير الانسان وإصلاحه.
مثال : ١- الصوم تشريع من القوة الناعمة فيَصْل بالإنسان إلى ترويضه. ٢- استحباب الاشتغال في كل وقت من أوقات الشهر بتلاوة القران و تدبره. ٣- ملأ ساعاته بالأدعية.
شهر رمضان بيئة للتغيير عبر التشريعات الناعمة و الهادئة. 
البعض يرى شهر رمضان خمول الطاقات و يقل فيه التركيز الذهني وتضعف فيه قوى البدن ولا شك هذا توصيف غير لائق بهذا الشهر
نحن نراه بحسب الثقافة القرانية و الروائية قوة ناعمة في تغيير ذات الانسان.
مناقشة الجدلية بين الرأيين:
أولاً للروايات نراها تحدثت عن هذا الشهر الكريم بأنه آله تغيير وليس بأنه وقت مهمل وهي كثيرة وصدرت بمعنى واحد مثل عن الباقر عليه السلام قال: بُني الاسلام على خمس أحدها على الصيام. وهذه الرواية تمثل الإسلام كبيت له أركان ودعائم و اإذا أزيلت انهار بنيان الاسلام.
والروايات لم تكتفِ بهذا المعنى بل أن ركنية كل ركن تختلف عن الآخر وأفضل الأركان في بنيان الاسلام عن الرسول الصلاة ثم الزكاة ثم الحج ثم الصوم، فسأله أحد لماذا الصوم هو متاخر عنهم؟ فقال الرسول الصوم جنةٌ من النار، فالصوم هو الوقاية.. الذين وصفوا الصوم بأنه بيئة تقل فيه الطاقات و يقل فيه التركيز وصفوه بما هو ذو ادأثر على البدن، أما الروايات التي بينت أن الصوم قوة بينت اثر الصوم على الروح. عندنا يقرأون آثار عظيمة للتشريعات في روح الانسان يبحثون عنها في البدن والمعيشة المادية، وما أقبح بالإنسان إذا جعل الآثار على البدن أهم من الآثار على الروح ونظر للتشريع بما هو قوة بدن ولم ينظر إليه بما هو قوة لروح الانسان.
هنا يأتي سؤال؟
ما هو اكبر و اعظم اثر لهذا التشريع العظيم (الصوم)؟
الباحثون عددوا آثار كبيرة وعظيمة على نفس الانسان، أما بالآيات أو الروايات أو الاستفادة بالتجربة العملية التي أثبتت أن الصيام له آثار نفسيه على الانسان. ولكن ما أكبر تلك الآثار والمعطيات؟
هنا تأتي الزهراء سلام الله عليها وتقول وجعل الصيام تثبيتا للإخلاص.. كلما كانت العبادات توصل الانسان للاعتقادات كانت أعظم، التوحيد درجة وإخلاص التوحيد درجة أخرى. يقول أمير المؤمنين:
و كمال توحيده الإخلاص له
لماذا الصوم موصلا للإخلاص اكثر من اي عبادة اخرى؟
هنا العلماء أعطونا أسباب:
البعض قال: الصوم يؤثر في كسر الشهوات البشرية و اذا انكسرت تجلى للنفس الحق. 
البعض قال: الصوم يؤدي للإخلاص لانه من قسم الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس
صاحب البحار قال (تفسيره مهم): لأن الصوم ليس عبادة وجودية وإنما عبادة عدمية (عبادة خفية) لا يطّلع على صدقها الا الله. امتناعك وعدم امتناعك حقيقة من يطّلع عليه؟ الله سبحانه و تعالى.
ورد في الحديث القدسي: الصوم لي وأنا أجزي به. 
يعني أنه عبادة خفية لا يستطيع أن يطّلع عليها إلا الله و هي بعيدة عن الرياء والله هو الذي يتصدى لجزاء الصائم ولا يوكل تعالى الجزاء الى الملائكة. وقراءة ثانية: أن أجر الصائم ليس جزاؤه نعائمأخروية بل أجره هو الله يعني قرب الله ولقاؤه، و من أوضح الروايات في بيان عظمة الصوم رواية مهمة عن الصادق عليه السلام من الكافي.
الاستفسار حول هذه الرواية؟ 
ما معنى الذين يصلي ويزكي ويحج ويصوم يدفع البلاء عمن لا يعمل ذلك؟
أهل العلم قالوا يعني عذاب الاستئصال بمعنى أن كل واحدة من هذا العبادات إذا أجمع أهل الإيمان على متاركتها يعني تشيخ الارض بهم!
س: هل فقط هذه العبادات الاربع؟
ج: هناك رأيان: 
بعض الفقهاء: الميزة المذكورة ف الرواية بخصوص العبادات الأربع هذه اذا قام بها البعض رفعوا عذاب الاستئصال عن الآخرين
بعض الفقهاء مثل المازرداني، يعني أي واجب أو أي معصية يجتمع على إتيانها المؤمنون يودي ذلك لفساد الارض.
دائما اذا ندقق في العقائد الروائية لها وجود ف القران: و ما كان ربك ليهلك القرى بذنب واَهلها مصلحون، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض.

العامل له فضيلتان:
خاصة: بالصيام يكتسب الفضائل المترتبة على هذا التشريع
العامة: أنه يدفع عن الذي لا يصوم
الاجماع على المعاصي والظلم أو متاركة العبادات تؤدي لعذاب الاستئصال.
لذلك لولا تلك الثلة التي وقفت مع الحسين سلام الله عليه على قلتهم ولولا تلك الأسرة التي دافعت عن الحسين لما أنظر الله المسلمين لما قتل الحسين.

 

 

المقالة السابقةبيان إداري رقم 5: قبول دعوة إدارة الأوقاف للاجتماع
المقالة القادمةتغطية مصورة: مشروع الشهيد فخراوي لمتابعة تلاوة الذكر الحكيم ليلة 2 رمضان 1440هـ

اترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا