ملخص مجلس ليلة رابع محرم 1439هـ – الخطيب الشيخ حامد عاشور

مفردات كربلائية – لسان الحال

قبل أن نبدأ البحث حول هذه المفردة “لسان الحال”، هناك سؤالا ورد لأكثر من مرة من بعض الشباب والأبناء حول ما ذكرناه ليلة البارحة وهو:

هل أن القرآن الكريم يأتي بألفاظ غير عربية ؟ وأن نذكر بعض النماذج على ذلك!

نقول بلى، هناك قاعدة تقول أن أسماء الأعلام مثل الأزمنة والأمكنة والقبائل والعشائر والمناطق إذا ترجمت فإنها تنقل بحرفيتها.

وهذا قانون موجود باتفاق جميع المترجمين.

ومن تلك النماذج الموجودة في القرآن الكريم جميع الأعلام ما قبل العرب.

فرعون ليس لفظا عربيا، يعقوب أيضا ليس لفظا عربية؛ كذلك موسى وعيسى وهكذا.

هذه ألفاظ عربية تذكر بنصها.

ومثلا من ضمن الأسماء المعروفة في اللغة الفارسية شيرين (من ضمن مسميات البنت عندهم شيرين) فهل تسمى بما هي بلغتها! ونناديها بالحلو!

مثلا: نقول لو أن جورج كانت لفظة انجليزية وأردنا أن نوثق وندون ما حصل إلى جورج فإننا نأتي باسمه لا أن نترجمه !

نعم، في غير الأعلام هناك خلاف حول أصلها.

هل من الممكن أن يأتي القرآن في غير الأعلام بمعربات أم يؤتى بما هو على الأصل ؟!

هناك خلاف كما قلنا.

لسان الحال:

هذه المفردة نسمعها كثيرا من الخطباء والشعراء، وللبحث حول هذه المفردة نقول أنه يوجد لدينا الخبر والخبر على احد صنفين في مرحلة الجدية:

1- الصدق

2- الكذب

وما يفرق بينهما أمرا واحد لا غير ألا وهو المطابقة للواقع وعدم المطابقة له. فيقال قول صادق وقول كاذب بمعيار المطابقة وعدمها للواقع. ولذلك يمكن أن يصدر من الفاسق تطابقا للواقع فقوله قول صدق ويمكن للمؤمن أن يصدر منه قول كذب، بحيث. لايطابق الواقع ولكنه لم يكن يقصد الخلاف للواقع.

أحداث التأريخ المرتبط بسيرة أهل البيت عليهم السلام لها منبعان:

1- الرواية الحديثية: هو ما يروى عن أهل البيت عليهم السلام (روي عن الباقر “ع” – روي عن الصادق “ع” ..الخ”) وهذه الرواية لها معيارها كالتحقيق في السند والدلالة وغيرهما.

2- الرواية التاريخية: أن يكون هناك صحفيا يوثق بمهنته الصحفية ما جرى من وقائع وأحداث وهذا ما يطلق على “المؤرخون” وهذه الرواية التاريخية لها ميزانها أيضا.

هناك شيء ثالث أيضا ألا وهو لسان الحال، ولسان الحال ليس مصدرا ولا خبراً.

والمقصود منه أن أتكلم عن حال الشخص بصياغة لساني وهو لم يقل ما أقوله بلسان حاله. وهذا ليس بكذب إذا كان تحت عنوان لسان الحال.

مثلا هناك شخص حزين على ولده فعندما أسألك ما حال فلان؟

أقول لك: يلطم على رأسه ويقول أينك يا ولدي !

هو لم يقلها ولكن لساني حال من قالها.

هل من الممكن أن أستخدم لغة لسان الحال عند ذكري للمعصوم؟!

هناك خلاف، ولكن يمكن بتفصيل ويشترط فيها أمران:

1- أن يكون السامع قد تبين له أن ما أقوله لسان حاله لا مصدرا لقوله.

2- أن لا يسبب لسان الحال مع مرور الأيام إثبات وإلصاق على المعصوم.

هناك بعض الأمور لم يقلها المعصوم ولكنها قيلت بنحو الشعر أو بنحو لسان الحال ولكن البعض بعد سنوات ربما يفهمها أن المعصوم كالحسين هو من قالها وهي في الحقيقة لسان حال الشاعر وليس قول المعصوم !

البحث الرابع: دور الاعتقاد في الانتماء القلبي

في البداية نقول أن هناك أنحاء عدة للاعتقاد.

نذكر نحوان ونضيف معهما نحوا ثالثا أيضا:

1- الاعتقاد الرياضي النظري العقلي:

المسألة الرياضية مثلاً: ١+١ = ٢

هذا اعتقاد رياضي وعقلي ولا يمكن أن يختلف فيه أحد إن لم تكن هناك أية معاندة أو مكابرة. نذكر هنا نموذجان من القرآن الكريم في الاعتقاد العقلي:

(لوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ).

قول النبي يوسف (ع) لصاحبي السجن: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)

2- الاعتقاد الذي يحتقق بخرق الطبيعة:

الدليل النظري وإن كان مبسطا لأن الأنبياء خاطبوا الناس على قدر عقولهم إلا أن هناك نواقص ونواقض وشبهات عقلية من قبل البعض لذلك كانت هناك الكرامات والمعاجز.

3- الاعتقاد القلبي:

ينزل من العقل إلى القلب وهذه أعلى مرتبة إن كانت تامة الشروط.

هنا ينفتح الباب إلى باقي الأمور المرتبطة بالقلب لا العقل مثل الحب والكره والتولي والتبري والميول والهوى… ،(هذه كلها مصدرها القلب).

نسأل هنا: هل هناك اعتقادا بمعنى الإيمان بالقلب دون ركن الاعتقاد بالعقل؟

البعض يقول نعم إذا كان الولد ولد في بيئة صالحة مؤمنة وكانا أبواه مؤمنين فإن الولد ينشأ على الفطرة.

البعض الآخر يسأل: هل هذا كافٍ ؟ قالوا لا وذلك لعدة أمور:

1- أن الشبهات النظرية عندما تطرح فإنها تزيل الانتماء القلبي.

2- أن الضغوطات بل أقل الضغوطات في هذه الحياة تجعل الولد يتمرد على الحياة بأكملها وقد يؤدي به إلى الانتحار. وللأسف باتت نسبة الانتحار في الأعوام الأخيرة نسبة مرعبة !

ورد عن الإمام الحسين (ع): “إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ”.

3- العديلة عند الموت والعياذ بالله.

ربما ينقلب الإنسان المؤمن إلى كافر عند موته!

أحد موجبات -وليس أسباب – العديلة عند الموت هي عقوق أحد الوالدين.

وقد ورد في الأدعية المأثورة: “اَللّـهُمَّ اِنِّى اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ”.

في المجتمع الكوفي مثلا هناك من راسل الحسين وقد اختلفت الآراء في عدد من راسل الحسين، وهناك من قال أن الكتاب الواحد فيه عدة إمضاءات وأختام.

منهم من راسل الحسين من أجل مآرب سياسية (منهم من رأى أن مستقبل الكوفة سياسيا هو تولي الحسين لزمام الأمور والقيادة) ومنهم من رأى أن الحل الامثل بعد ما جرى من زياد بن ابيه في الكوفة هو العودة إلى حكومة الإمام علي (ع) عن طريق ابنه، إلى بقية الأسباب الأخرى في مراسلتهم للحسين.

من لم يعتقد اعتقاد قلبيا لم يثبت ولكن من اعتقد اعتقاد قلبيا في دور انتمائه ثبت !

عين الحسين وثقة الحسين والمفضل لدى الحسين وسفير الحسين كان يمضي في طرقات الكوفة حائرا ولم يتزلزل لأنه معتقده كان منطلقا من الانتماء القلبي المتكامل الشروط.

مأتم أنصار الحسين – البلاد القديم

ليلة الاثنين 24/09/2017 – ليلة رابع محرم 1439هـ

المقالة السابقةتغطية صوتية: ليلة الخامس من محرم الحرام 1439هـ
المقالة القادمةتغطية مصورة: يوم الخامس من محرم الحرام 1439هـ

اترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا