مجلس ليلة الحادي عشر محرم 1440هـ

الخطيب الشيخ حامد عاشور

__________________________________________________

 

المجلس الحادي عشر – القسم الاول

ماذا جرى في كربلاء؟!

 

عظَّم الله أجرك يا رسول الله، وعظم الله لك الأجر يا فاطمة ، ويا أبا محمد يا حسن بن علي.

عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين

عظم الله أجوركم سادتي وموالي

سيما بقية الله في أرضه، الطالب بدم الحسين، برايات يا لثارات الحسين

 

رُفع رأس الحسين وكان ذلك في عصر اليوم العاشر من المحرم.

فبعد أن رُفع الرأس الشريف كانت النساء والأطفال في المخيمات، والرعب والذعر والخوف والحزن قد اختلط في قلوبهم، فجاء القوم وعلى رأسهم ثلاثة: عمر بن سعد وشبث، وشمر، وكانت معهم من الكتائب فاختلف البعض فيما بينهم، هل تسبى النسوة والأطفال‼ هل تخرج النسوة والأطفال سبايا؟ أم تحرق الخيام؟

فالبعض اعترض لأن في الخيام نساء وأطفال ولا جرم لهم.

وبين من يقول هذا وذاك واذا بعمر بن سعد قال ناولوني سهما به نارا واشهدوا لي عند الأمير أني حرقت بيوت الظالمين.

هناك سهمان طلب أن يشهد بهما له عند الأمير، أول سهم رماه في يوم العاشر، وسهم حرق الخيام.

الخيم كان يحوطه خندق فيه نار من خلفها، فرمي السهم واشتعلت الخيم.

فقصدت السيدة زينب (ع) الإمام زين العابدين (ع) قائلة: لقد أشعلوا النار في خيامنا.

فقال: عمة زينب (ع): فرّوا، تفرقوا…

تخفيفا لكي أن لا تُؤخذ النساء،  ويعني أن لا يكون خروجكن من باب المخيمات.

فروا على وجوهكن في البيداء، وتفرقوا، إلا أن الأعداء أحاطوا المخيمات في العساكر، فكانت المرأة تحمل وليدها فتتعثر على وجهها. والطفلة تشتعل النار في ثيابها فجاء القوم يسلبون الأطفال والنساء.

فكان الرجل يأخذ قراط الطفلة من أذنها خرطاً (يعني يفتق شحمة أذنها) فيسيل الدم على رقابهن.

كل هذا كان قبل الغروب، فتفرقت النساء والأطفال، وغارت الخيل.

لذلك وطأت حوافر الخيل بعض الأطفال والنسوة، فقال زين العابدين وكان قرب تل من التلال.

(ومصرع الإمام الحسين (ع) كان في منطقة الحير)

قال: فلترتفعوا على تل يراكم فيراكم الأطفال والنسوة  وتجتمعون، هل هو التل الزينبي؟! لم يفصح التاريخ عن أي تل.

حينها حصل ما يقطّع القلوب إذ أن عمر بن سعد أمر القوم أن يكونوا فئتين:

فئةٌ تجمع قتلاه، وفئة تفصل الرؤوس عن أجساد الإمام الحسين (ع).

جُمعت قتلى عمر بن سعد وقد صلّى عليها في صبيحة اليوم الحادي عشر ودفنها بكربلاء، وأما أجساد أصحاب الحسين عليه السلام فما سلم منهم سوى جسد الحر إذ أن بعض ال الرياحي أخذوه ودفنوه في منطقة (النواويس).

فقالت زينب لعمر:

جمعتم جثث قتلاكم، فلنأخذ جثث قتلانا نواريها الثرى

فضحك ساخرا قائلا: لأنعمنك عينا يا زينب

فقال علي بعشرة خيول أعوجية

جهزوا جسد الحسين!!

وهنا نشير لثلاثة آراء:

رأي الطبري مصرحا: لقد وطأوا جسد الحسين بخيول عشر حتى ساووا بين الجسد والتراب.

وبعض المؤرخين قالوا: وطأ الجسد حتى تفرقت أعضائه عن بعضها:

وأما الباقر عليه السلام فقد ورد عنه أنه قال:  ما زلت أسمع أضلاع جدي الحسين تتكسر كما تتكسر القوارير!

فحل الظلام وقد أخذ رأسخ الحسين (ع) إلى الكوفة، وأسدل الليل ستاره.

وأظلم الليل على أهل بيت الحسين في أرض صحراوية قاحلة.

المقالة السابقةتغطية صوتية: ليلة حادي عشر محرم 1440هـ
المقالة القادمةتغطية مصورة: يوم الحادي عشر محرم 1440هـ

اترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا