ملخص مجلس ليلة ثاني محرم 1439هـ – الخطيب الشيخ حامد عاشور

مفردات كربلائية – القربة

الحديث عن مفردة ترتبط بصورة غير مباشرة بالحسين (ع)  ألا وهي “القربة”.

هذا البحث يتناولونه الفقهاء في باب الموازين والمقادير مثل المد والصاع، ويتناولونه في مقدار الدرهم والدينار، وكذلك يتناولون مفردة القربة.

القربة: وعاء يوضع فيه الماء ويحفظ فيه اللبن.

(يصنع من جلد الضأن والماعز).

يحمله المسافر في الصحراء والبيداء وما شابه  ذلك.

هذه اللفظة قد ذكرت في مواطن عدة فيما يتعلق بسيرة الإمام الحسين (ع) ونذكر 3 مواطن من المواطن التي ذكرت فيها القربة.

الموطن الأول:

في ليلة العاشر حينما بعث الحسين ثلاثون رجلا من أصحابه يستسقون الماء إلى العيال والأطفال ومعهم عشرون قربة.

الإمام الحسين قد منع عنه الماء لكنه أخذ بالأسباب الطبيعية.
فقد حفر بئرا ولم ينبع منه الماء وطلب الماء من أطراف نينوى فلم يحصل شيئا وكذلك خاطب القوم فلم يستجيبوا له؛ وقد أرسل من يأتي بالماء.

الموطن الثاني:

ذكرت في موقف العباس (وهنا روايتين):

الأولى: أن العباس عليه السلام قد ملأ القربة وأوصلها إلى المخيم فتسارع عليها الأطفال وانسكب الماء.

الثانية: أن القربة لم تصل وقد سكب منها الماء عندما أصابها سهم من سهام الأعداء.

الموطن الثالث:

ليلة الثاني من شهر محرم الحرام.

يقول أحد المحققين: نحن وللأسف لم نحقق حادثة الحسين تحقيقا جنائيا.

بخصوص القربة: الكثير لا يعلم أن القربة تسقي ما بين 7 إلى 9 رجال وبالتالي يرتفع الإشكال حول كيف سقى الحسين الماء للجيش؟

الحسين في الأشراف أمر أن تملأ كل القرب وكانت لديه ما يقارب 220 قربة توضع في محامل خاصة،، بعض أصحابه سأل الحسين: قال لم نملأ 220 قربة ؟! فكرر عليهم الحسين وأمرهم بأن يملئوا كل القرب) هذا كأقل تقدير(.

وهنا إشارتين:

الإشارة الأولى: الحسين ألا يعلم أن هؤلاء يختلفون معه سياسيا كأقل تقدير ! بل صرحوا بأنهم سيمنعونه !..

المؤرخون يؤكدون أن القرب تكفي الحسين وأهل بيته لمدة 14 يوم تقريبا !

هنا الإمام الحسين ومع اختلافه كان يتعامل معهم هذه المعاملة وهو يعلم أن القوم سيمنعون عنه الماء.

الإشارة الثانية: أن الحسين لم يمن عليهم ولم يذكرهم بسقيه لهم الماء (فلم ينقل لنا التاريخ حرفا واحدا بأن الحسين قد من على القوم في سقيه الماء لهم.

البحث الثاني: إطلالة في روايات النبي (ص) في الحسين (ع)

هناك روايات كثيرة وردت عن النبي (ص) في الحسين (ع).

ومن أشهر الروايات التي نعرفها هي : “حسين مني وأنا من الحسين”

بعض الأقلام التي تحاول أن تشوه صورة حب النبي للحسين قالت أن الحسين هو ابن بنت رسول الله فلا عجب أن يبرز النبي الحب لسبطه، ولا سيما أن النبي (ص) لم يرزق غير فاطمة كامتداد ويرى أن امتداد نسله من هذه البنت وقد أنجبت له ولدين هما الحسن والحسين (ع).

ويقولون أن كل ما روي في حب النبي للحسين فهو أمر طبيعي.

هذه الشبهة منتشرة وأول من جاء بهذه الشبهة هي الأقلام الأموية.
نقول هنا ثلاث مقدمات:

المقدمة الأولى:

الحديث يكون على مراتب ومن أعلى المراتب الاستفاضة والتواتر، وروايات النبي (ص) في الحسين (ع) صنفت على أنها من المستفيض.

المقدمة الثانية:

هناك روايات تروى من فريق واحد ولا يلتفت إليها ولا يذكرها أحدا ويعرض عنها من بقية الفرق والمذاهب الأخرى؛ أما روايات النبي (ص) في الحسين (ع) فقد وردت من كل الفريقين.

المقدمة الثالثة:

نقول ان هناك نصا وهناك إجمالا. كيف؟
مرة نقول أن هذا الكلام مجمل يحتمل فيه عدة أوجه (الوجه الأول أو الوجه الثاني ..الخ).

ومرة نقول أن هذا الكلام نص، والنص لا يحتمل إلا وجه واحد فقط.

روايات النبي (ص) في الحسين كانت نصا لا مجملا.

إذاً كيف نعالج الإشكال الذي يقول أن حب النبي (ص) للحسين (ع) كان عاطفيا؟!

كيف نعالج الإشكال الذي يقول أن حب النبي للحسين هو من جانب عاطفي؟

الجواب الأول:

نقول من خلال عدة مبادئ:

المبدأ الأول وهو مبدأ قرأني: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).

فهنا لا يمكن لنا أن نجزأ شخصية الرسول صلى الله عليه وآله.
المبدأ الثاني وهو مبدأ قرآني أيضا: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)

المبدأ الثالث وهو مبدأ البيان:
النبي ذكر الحسين في مقام البيان بشأنه.

الجواب الثاني:

لو افترضنا أن حب النبي للحسين كان فعلا حبا عاطفية لمحبته ابنته لما وردت هذه الروايات:

– من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الارض إلى أهل السماء ، فلينظر إلى الحسين .

– في الرواية أن النبي أخذ بيد الحسين وقال: “أيها الناس هذا الحسين بن علي فاعرفوه وفضلوه، كما فضله الله، فو الذي نفسي بيده، إنه لفي الجنة، ومحبيه في الجنة، ومحبي محبيه في الجنة”.

– عن المعلى بن شهاب قال: قال الحسين (ع) لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا ابتاه ما جزاء من زارك؟ فقال: يا بني من زارني حيا أو ميتا أو زار اباك أو زار اخاك أو زارك كان حقا علي ان ازوره يوم القيامة واخلصه من ذنوبه.

– عن الصادق (عليه السلام): (من أراد الله به الخير، قذف في قلبه حب الحسين (ع) وحب زيارته، ومن أراد الله به السوء قذف في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته).

مأتم أنصار الحسين – البلاد القديم

ليلة السبت 22/09/2017 – ليلة ثاني محرم 1439هـ

المقالة السابقةملخص مجلس ليلة حادي محرم 1439هـ – الخطيب الشيخ حامد عاشور
المقالة القادمةتغطية مصورة: يوم الثالث من محرم الحرام 1439هـ

اترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا